شباب منسيّون في طوابير البطالة بالجزائر

في بلد يزخر بالكفاءات ويعجّ بالشباب الطموح، تقف مجموعة من الجامعيين المستفيدين من منحة البطالة على حافة اليأس، حاملين نداءً صادقًا ينبض بالألم والأمل، موجَّهًا إلى الحكومة الجزائرية، وإلى من يملكون القرار والرؤية.
هؤلاء الشباب، ممن أفنوا سنوات من عمرهم في التحصيل العلمي، يحملون شهادات جامعية وكفاءات قادرة على الإسهام في النهضة الوطنية. ومع ذلك، يجدون أنفسهم محاصرين في واقع ضبابي، يفتقر إلى آفاق واضحة، ويغيب فيه الأمل يوماً بعد آخر.
يقول أحدهم: “نحن لا نطلب صدقة، ولا نبحث عن معونة مؤقتة. نطالب بحقنا المشروع في الإدماج، في العمل، في إثبات الذات. نطالب ببرامج تنموية فعلية، لا وعود مؤجلة. نريد أن نحيا بكرامة، وأن نستعيد الثقة في وطننا ومستقبلنا.”
لقد تحولت منحة البطالة، التي كان يُفترض أن تكون جسرًا مؤقتًا نحو الاستقرار، إلى قيد زمني لا يفضي إلى شيء. كثيرون يشعرون بأنهم مجرد أرقام في قوائم إدارية لا تنتهي، بلا رؤية حقيقية لاحتوائهم أو تمكينهم.
ومع أن مطالبهم لا تتعدى توفير فرص عمل تحفظ كرامتهم وتمنحهم بداية عادلة، إلا أن الصمت الرسمي والتجاهل المؤسسي يجعل هذه المطالب تبدو كأنها رفاهية لا تستحق النقاش.
“نحن أبناء هذا الوطن”، يضيف شاب آخر، “نحبه ونتطلع لأن يكون حضنًا دافئًا لطموحاتنا، لا مقبرةً لأحلامنا.”
هي كلمات صادقة، تنبع من مرارة التجربة، وتعبّر عن جيل ضائع بين الإقصاء والتهميش. جيل لا يزال يؤمن أن الوطن يستحق، لكنه يطرح سؤالًا موجعًا: هل نحن، كفاءاته المستقبلية، نستحق أن نُترك وحدنا في مهب الانتظار؟
إنه نداء يتجاوز الأفراد، ليكون صرخة جيل كامل، يطلب الإنصاف قبل فوات الأوان.